عصبة الأبطال الإفريقية - الجولة الأخيرة

الجيش الملكي - شبيبة القبائل

الإنتصار لمداواة الكبرياء المخدوش

الشبيبة بشعار الفوز وانتظار خدمة النجم


كان من الممكن أن يشكل إصطدام هذه الجولة قمة مغاربية بنكهة إفريقية مميزة لو حافظ الجيش على بصيص الأمل الذي لاح أمامه، كان بالإمكان أيضا أن يشكل هذا اللقاء واحدا من القمم الصارخة لو كانت نتيجته يتوقف عليها مصير العساكر في هذه المنافسات، لكن شاءت الأقدار أن يخرج الجيش من السباق، ويلعب من أجل تكملة البرنامج فقط، لتطلع المباراة بغير الصورة التي توقعناها فور خروج القرعة·


قمة بألوان باهتة

أن يتواجد الجيش في مجموعة حكمت عليه بأن يجوب مدار المغرب العربي، فهذا اعتبر في البداية امتيازا وعنصر دفع وتحفيز إضافي للعب الأدوار الأولى طالما أنه تفادى الرحلات العمودية الملغومة صوب عمق القارة السمراء، غير أن الوقائع سرعان ما ستجري رياحها بعكس ما اشتهته سفينة سفير الكرة المغربية وممثلها الوحيد في المنافسات القارية وبالذات في الكأس الأغلى والأكثر قيمة، حيث كانت مرحلة الذهاب وحدها كفاية لتؤشر على خروج بأياد صاغرة وصفر اليدين من عصبة الأبطال الإفريقية الشيء الذي أفقد المجموعة ذات الطابع العربي الصرف الحماس والندية والتشويق الذي تكهن به الكثيرون لغاية الجولة الأخيرة، حيث المفارقة ضمن هذه المجموعة أن الفريق المتوج الوحيد بكأس رابطة الأبطال في النسخة القديمة يكون أول المغادرين·· لذلك فهذه المباراة المغاربية التي تعتبر إحدى ديربيات الأجواء الهامة قاريا وجهويا تأتي هذه المرة في غير السياق وغير الإطار المرجو منها حيث الشبيبة وإن كانت لازالت تحافظ على حظوظها بخلاف الجيش الملكي المقصي من المنافسة، فإنه سيكون بحاجة لخدمة من نجم الساحل التونسي الذي عليه أن يفرمل ويكبح جماح الإتحاد الليبي المرشح الثاني، وبامتياز للعبور صوب محطة المربع الذهبي الحالمة والكبيرة جدا والتي ستكون سابقة في تاريخ ممثل الجماهيرية·


الكبرياء أولا والثأر ثانيا

حتى وهو خارج الأضلاع الأربعة الكبيرة قارياً، فإن نتيجة المباراة تعني كثيرا ممثل المغرب، لأنه عليه أن ينتصر لسمعته الإفريقية كمتوج قبل نحو عقدين من الزمن بذات الكأس لكن بتسمية أخرى، وكبطل لكأس الكاف 2005 ووصيف للبطل 2006، وأيضا النتيجة تهمه في مقام ثان يخص الثأر لخسارة لقاء الذهاب وبالطريقة التي عاينها الكل·· الثأر من خصم شكلت الهزيمة أمامه انعطافة كبيرة في مشوار المنافسة، واللقاءات مع الأجوار والشقيقة الجزائر دائما تحفل بخصوصيات فريدة من نوعها وبطابع ثاني سواء كانت المباراة مصيرية أو صنفت من قبيل اللقاءات الودية·

لذلك سيكون الجيش مطالبا بالفوز ولاشيء سواه لاعتبار يخص تفادي الذيل والقاع والخروج من مؤخرة ترتيب مجموعته ليحظى بمركز ثالث يحفظ له جزءا من كرامته، مرتبة تعيد له إعتباره ويمنح من خلالها المصباح الأحمر للضيوف والذين بكل تأكيد سيلعبون بدورهم بشعار واحد هو الفوز طالما أنه الوحيد الذي يمنحهم إمكانية التأهل في حال تعثر الإتحاد الليبي ولو في صيغة تعادل مخيب بقلب سوسة بتونس، كما أن هاجس الفوز مطروح بحدة أمام مديح أكثر من غيره لأسباب يعلمها وحده·


بروفة مبكرة لرهانات مديح

مصطفى مديح الذي تجشم وتحمل رهانا بدت مفاتحيه وآليات تحقيقه غير متاحة ومضبوطة بشكل جيد أمامه، لأنه جاء في سياق زمني لم يكن من خلاله تقديم أفضل مما كان، لتكون نتيجة هذه المباراة بالذات والتي بقدر ما تدون في سجلات المنافسة، فإنها تعني بشكل كبير المدرب البطل لأنه تجرع مرارة 3 هزائم بطعم "الشمتة" في المنافسة ولن يكون مسموحا له بعثرة أخرى، كما أن التخلص من التشنج السابق ومن الشد العصبي وكل ضغوطات اللقاءات السابقة سيتيح أمام مدرب الجيش اللعب والأداء متحررا من كل هذه الإرهاصات·· وبالتالي تعتبر المباراة بروفة مبكرة لرهانات الموسم القادم سواء تلك المتعلقة بالبطولة الوطنية أو كأس العرش، حيث تسبق المواجهة لقاء الربع الحارق ضد سندباد الشرق الوجدي (المولودية)، وأيضا استيعاب دروس المرحلة لتلافيها وتفاديها في الموسم القادم الذي سيشهد حضورا رابعا على التوالي للجيش في كأس عصبة الأبطال والتي ستكون ضربة انطلاقها مع شهر دجنبر القادم، لذلك لا أعذار أمام مديح هذه المرة التي سيحاول تكييفها وفق معطيات إقصاء الجيش وبالتالي تقديم عصارة شهرين من الحضور مع العساكر·


ثورة الكومندو

كشفت اللقاءات السابقة ليس عن قصور تقني للفريق العسكري، بل عن متناقض هم الخصاص على مستوى بعض المراكز رغم أن الجيش كان سباقا للدخول القوي في سوق الإنتدابات، إذ كشف إحتراف يوسف رابح خللا فضيعا على مستوى خط الظهر الخلفي بدليل استقبال شباكه لخمسة أهداف بمعدل هدف في المباراة الواحدة وهو ما لم يعتده الفريق في البطولة وقاريا·

كما بدا الشح الهجومي المريب واحدا من علامات ودروس المشاركة، إذ تمكن من تسجيل هدف يتيم وفي توقيت زمني ميت ضد الإتحاد الليبي، لذلك تهيأت أمام مصطفى مديح الصورة بشكل كبير وتوضحت أمامه الخيارات التي سيعتمد عليها الموسم القادم·· وقد تشكل مباراة القبائل فرصة لتجريب بعض ممن لم يشملهم العطف في السابق، مباراة قد تعرف إحداث متغيرات جوهرية على مستوى النسق والتشكيل والذي سيشهد عودة الراقي لصفوف الفريق بعد الطرد الذي تعرض له بليبيا، ما قد يعمد مديح إلى إعطاء الفرصة بلاعبين طاردتهم الأعطاب طويلا وبدا أنهم بعيدون كل البعد عن التنافسية التي يطلبها ويلح عليها (بنقصو، بوبو)، ومع ذلك وأيا كانت الأسماء التي ستظهر يوم السبت في المجمع الأميري، فإن الفوز والعرض ولاشيء سواه هما من قد يعيد جرعات الإطمئنان لمناصري الجيش·


- منعم بلمقدم -


عصبة الأبطال الإفريقية ـ الجولة الأخيرة ـ


البرنامج

السبت 1 شتنبر 2007:

المجموعة الأولى:

ـ س 00·19: الجيش الملكي ـ شبيبة القبائل

ـ س 00·19: الإتحاد الليبي ـ نجم الساحل

الأحد 2 شتنبر 2007:

المجموعة الثانية:

ـ س 00·17: الأهلي المصري ـ أسيك أبيدجان

ـ س 00·17: الترجي التونسي ـ الهلال السوداني·