المنتخب الوطني أكد تأهله لمونديال 86 في طرابلس وخرج تحت التص

كادت الفوضى التي أثارتها بعض مكونات فريق الاتحاد الليبي (ليلة السبت) الماضي أمام الجيش الملكي، أن تعكر صفو المباراة التي كان طرفاها فريقان ينتميان لدولتين شقيقتين.
لقد كانت مفاجأة الجمهور كبيرة وهو يشاهد ليبيا يهاجم مصورا صحافيا وآخر يمنع مصورا بالكاميرا للتلفزة المغربية من آداء مهامه.

وقبل ذلك كان الاستغراب من طرف لاعبي ومسيري الفريق العسكري، وهذا طبيعي طالما أن كل المواجهات التي لعبت على مر التاريخ بين المغرب وليبيا لم تشهد أي ممارسات لا رياضية، سواء على مستوى المنتخبات أو الفرق.

نتذكر في هذا الباب الأجواء الرياضية والأخوية التي شهدتها المحطة الأخيرة المؤهلة لنهائيات كأس العالم مكسيكو 1986 والتي قابل خلالها المنتخب المغربي نظيره الليبي ذهابا وإيابا.

ورغم أن الليبيين لم يتمكنوا من تدارك هزيمة الرباط في مباراة العودة في طرابلس وحكم عليهم بالاقصاء، تقبلوا ما أسفر عنه التباري على أرضية الملعب والذي تعتبر قرارات الحكم أحد مكوناته.

نعم تأهل المغرب إلى مونديال 86 في قلب طرابلس وغنى لاعبونا أنشودة النصر وعبروا عن فرحتهم كما لو أنهم في الرباط أو الدار البيضاء

لم يتعرضوا إلى عنف ولا إلى مضايقات لاعبي ومسيري المنتخب الليبي رغم أن الحدث الذي حرمهم الأسود من بلوغه لأول مرة جد كبير، لم يسبق لليبيا أن سجلت حضورها فيها.

لكن التعقل كان السائد، فخرج لاعبو منتخب ليبيا آنذاك مرفوعي الرأس وقوبلت العناصر الوطنية بالتصفيق والتشجيع من الجماهير الليبية.

السؤال الذي تجدر إليه الإشارة بعد هذا التذكير الذي يجسد الروابط الجيدة بين المغرب وليبيا رياضيا، هو ما الذي تغير اليوم حتى حدث ما شاهدناه ليلة (السبت) في ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط؟ الأكيد أن السيناريو (الأسود) الذي رسمه بعض المنتمين للوفد الليبي يعكس التحول السلبي في ممارسات بعض اللاعبين العالميين.

فنطحة النجم الفرنسي زيدان للمدافع الإيطالي ماتيرازي أمام أنظار الملايين من المهووسين باللعبة لا يمكن أن تمر دون أن تترك أي أثر سلبي في دواخل الجيل الجديد من الممارسين لكرة القدم، بالإضافة إلى ذلك فمشاهد الشغب في ملاعب دول تعتبر رائدة في كرة القدم كإيطاليا الأقرب جغرافيا لليبيا لا يمكن أن يمر هو الآخر دون أن يحدث اختلالا في نفسية بعض المنتمين لعالم كرة القدم.

سرد هذين النموذجين ليس لتبرير أفعال فريق الاتحاد الليبي، ولكن لإبراز بعض الدوافع التي أعطت الجرأة لبعض مكوناته لإحداث الفوضى في قمة مغاربية كان من الواجب أن تنتهي بالعناق والتحية وليس بملء محاضر الاحتجاج لدى "الكاف" من طرف الجيش على ما صدر من شغب وفوضى من طرف الأشقاء الليبيين.