هشام أبو شروان عود أبيض بألوان الدم والذهب

لا زلت لاعبا للترجي ولا أفكر في مغادرته

إنتقالي للترجي كان أشبه بالعلاج بالصدمة

الرجاء تستحق معاملة أفضل من لاعبيها

هنري ميشيل إختيار موفق ودعوته أسعدتني

المسيرون سبب كل تأخر تعيشه الكرة المغربية

هو ملهم "أولاد السويقة" بتونس لقب الترجي فريق الدم والذهب كما يحلو لعشاقه أن يلقبونه، فتى العونات أو العود الأبيض كما سماه جمهور المكانة الرجاوي يعيش زمنا آخر برحاب بلاد قرطاج، حيث يراهن عليه الترجي كواحد من الركائز التي تسعى لاستعادة الماضي المشرق للفريق، لاعب الرجاء السابق يبحر بكم، حيث الرهانات والمستقبل ويتحدث عن إحترافه الناجح بتونس وطموحاته الكبيرة مع الأسود، تابعوا فضفضة أبو شروان من قلب تونس، حيث يتحدث بصراحة وبتلقائية·



المنتخب: نود بداية أن نعرف مدى صدقية الأخبار التي راجت حول مسح يسعى إداريو الترجي القيام به ومن ضمنه هشام أبو شروان لبعث دماء جديدة بالفريق؟

- هشام أبو شروان: هي فرصة أود من خلالها أن أوضح للجمهور المغربي والمتتبع للشأن الكروي على وجه الخصوص، أن كل ما قيل بهذا الصدد جانب الدقة والصواب، والأمر تم فهمه بطريق الخطأ، ذلك أنه حتى الإعلام التونسي روج لمثل هذه الأشياء على اعتبار أن الترجي يعيش ثورة كبيرة وسيكون في مستقبل الأيام أحد العناوين البارزة قاريا وليس محليا، لذلك جاءت الإجتماعات الأخيرة الخاصة بالإداريين لتفتح الباب أمام مصراعي الشائعات، وأن الفريق سيقوم بتسريح نجومه، شخصيا لست معنيا بهذا القرار، والجميع فوجئ به، ومن هذا المنبر أوضح أن أبو شروان لازال ضمن مخططات الترجي وهو الآن قد بدأ مساره ويريد أن يترك بصمته هنا بتونس·


المنتخب: لكن الإجتماع الأخير لإداريي فريق الترجي خرج بخلاصات تحدثت عن ضرورة عودة الفريق لواجهة الأحداث بعد فتور ميز السنتين الأخيرتين، وذلك عن طريق إنتدابات أخرى للاعبين لمواصفات ثانية، ولعل هذا هو ما فتح باب التأويلات؟

- هشام أبو شروان: فعلا كان هذا الإجتماع، ونحن كلاعبين لا يهمنا في شيء خلاصاته ولا الأشياء التي يتم تدارسها لأنها تبقى من صميم اختصاص بعيد عنا، لكن تداعيات هذا الإجتماع وصلتنا، والخطاب أيضا الذي أرادوا تمريره وصلنا وهو السعي لإعادة فترات تألق وأمجاد هذا الفريق العريق، صحيح أنه قد تكون هناك انتدابات وقد تكون هناك خطوة لجلب لاعبين مرموقين، لكن لا أعتقد أن أبو شروان وصل لحافة الإفلاس حتى يصبح على خط المغادرة، الجميع هنا راض عن حصيلتي ومردودي التقني، وبدوري سعيد هنا، وأقول أنني سأستمر لفترة بأولاد السويقة·


المنتخب: أعتقد أنها فرصة لنعرف طبيعة العقد الذي يربطك بالترجي مادامت نفس الأخبار تحدثت عن شرائك للقيمة الباقية منه نظير حصولك على حريتك ومناقشة العرض الذي يحلو لك؟

- هشام أبو شروان: عندي عقد يمتد لثلاث سنوات قادمة وبقيمة مالية استفاد من خلالها الرجاء من عائد حدد في 350 ألف يورو على أنه كان من نصيبي حوالي 400 مليون سنتيم مقسمة على هذه الفترة بالذات، ولم يفاوضني أحد بشأن شراء قيمة ما تبقى من عقد أو شيء من هذا القبيل، وهذا هو ما فاجأني في واقع الأمر، كان انضمامي للترجي خلال متوسط الموسم، لذلك أمور مثل هذه لا أريد أن أشغل بها تفكيري، لأنها في واقع الأمر تربكني وتشوش علي، وأنا لاعب محترف أحمل ألوان الفريق التونسي ولا أرى داعيا لأن تثار هذه الضجة طالما أني أراهن على موسم كبير رفقة النجم وأحظى باحترام الكل هنا··


المنتخب: لكن البعض فسر الأمور على نحو مختلف، خصوصا في مباراة ضد الصفاقسي، حيث دخلت إحتياطيا ولم تلعب سوى في دقائق معدودة؟

- هشام أبو شروان: لقد كنت أحد أكثر اللاعبين عرضة للإرهاق، عدنا من سفر مرهق من أبيدجان، حيث لعبنا مباراة هامة ضد الأسيك، لم أخلد للراحة مطلقا، حيث كنت رفقة الفريق الوطني، لذلك كان طبيعيا جدا أن لا أكون دوما بجاهزية مطلقة، الشيء الذي جعلني أركن لدكة البدلاء، دخلت فعلا خلال الشوط الثاني، وأعتقد أنه يجب التحري قبل أن تطلق الإفتراضات وعلى نحو خاطئ·


المنتخب: قياسا بما تقول بشأن رضاك التام حول حضورك رفقة ناديك الحالي، هل تعتبر الفترة إيجابية في مجملها منذ وصولك للآن؟

- هشام أبو شروان: أعتقدها كذلك، وهناك لجنة تقنية تعني بتقييم حصيلة كل لاعب على حدى، سجلت 6 أهداف رغم وصولي المتأخر للفريق، لعبت رسميا في الغالب، لا ألعب كرأس حربة ومع ذلك عطائي هنا هو باعث على الرضا التام والإرتياح، هناك أمل وطموح متجدد هذا الموسم في الإبصام على فترة تألق بطعم آخر، ولن تنال من عزيمتي أنباء وأخبار من شأنها الترويج بالخطأ لمستقبلي، وأعتقد أنكم بالمنتخب كنتم دوما بجانب أبو شروان واللاعب المغربي بصفة عامة، لذلك من خلالكم أطمئن كل من حاول الإتصال بي على أني ثابت ومرتاح·


المنتخب: نريد بحكم قربك من الأحداث هناك أن تطلعنا حول ما تردد بخصوص رغبة فريقك في التعاقد مع الزاكي وخاصة فاخر لتدريبه، هل وصلتك إشارات من هذا القبيل؟

- هشام أبو شروان: فعلا الكواليس هنا تحدثت عن أشياء كهاته، لا أخفيك سرا على أني كنت سعيدا وتمنيت أن تتوج المفاوضات بالنجاح لثقتي الكبيرة فيما يمكن أن يقدمه كلا الإسمين، خاصة فاخر الذي راج إسمه بقوة وأوصلت بأمانة لمن حاول التقصي عن إمكانياته وقدراته التقنية، المفاوضات لا أعلم أي طريق ومنعرج أخذت في النهاية، وهو ما عجل بالتعاقد مع البرازيلي كابرال، وأظن أنه لو قدم أي مدرب مغربي هنا بمواصفات دولية كان سينجح بكل تأكيد·


المنتخب: أنت لست جديدا على الإحتراف، حيث سبقت تجربتك الإحترافية بأوروبا وبالضبط بليل الفرنسي مقامك ببلاد قرطاج، هل من فوارق؟ وهل يراودك الحنين للعودة لأوروبا مجددا؟

- هشام أبو شروان: هذا حتما ولا شك فيه، أي أني دائما بتطلعات كبيرة للعب بأوروبا مع فرق كبيرة تلعب على واجهة الكؤوس الأوروبية، لكن لا أخفيك سرا هو أن تونس قطعت أشواطا كبيرة على درب الإحتراف، لقد خطا هذ البلد خطوات عملاقة على مستوى (البنى التحتية، الموارد المالية، التسويق··) للأسف بالمغرب لا نزال متأخرين عن هذا الركب، وهذا ما يجعل اللاعب المغربي محدودا ، لا يطور إمكانياته··


المنتخب: أعتقد أن إحساسك وشعورك بالإنعتاق من رتابة الهواية هو الذي فجر إمكانيات كانت معرضة للإفلاس خلال بداية الموسم الكروي المنقضي، هل هذا صحيح؟

- هشام أبو شروان: هذا أكيد، هي ظروف مختلفة تماما وفوارق كبيرة بين الإطارين، خلال فترة ما شعرت بالإحباط، وحين تفتقد للشروط الخاصة بالممارسة الإيجابية فإنك تكون عرضة للإفلاس ومواهبك مهددة بالبوار والإتلاف، الحمد لله عرض الترجي جاء في الوقت المناسب وساهم في إحداث انتعاشة على مستوى المعنويات، وكان له دور وإنعكاس إيجابي على الأداء، صدقني هنا لا عذر للاعب لا يقدم المطلوب منه، لأن كل شيء متوفر·


المنتخب: هذا يجرني لمفارقة انصهارك ودخولك في الأجواء والصعوبات التي واجهت زميلك بيضوضان الذي حلق في نفس الفترة تقريبا غير بعيد عنك وبالضبط بالإفريقي، بما تفسر الأمر؟

- هشام أبو شروان : الأمر مرتبط في عمومياته بإستعداده وقابليته للإندماج بعوامل ومؤثرات تختلف من لاعب لآخر، صحيح أن بيضوضان عاد بسرعة للمغرب، لكن هذا لا ينفي أنه ترك ما يذكر عليه بخير، ولم يفشل في تجربته، عطاءات بيضوضان لا يمكن أن تحاكم من جانب واحد لأن ظروفا قاهرة هي التي بلورت وساهمت في تفضيله العودة للمغرب·


المنتخب: نصل معك هشام لحيث الجديد المتعلق بكونك حظيت ببطاقة الدعوة الأولى على عهد المدرب الجديد هنري ميشيل، كيف إلتقطت الإشارة؟

- هشام أبو شروان: صحيح، عادة ما تشكل أول لائحة لمدرب جديد رسالة ذات أبعاد كثيرة، أولها أنك تدخل ضمن مفكرة ومخططات هذا المدرب، شرف كبير أن أحظى بالدعوة وأن أكون ضمن المنادى عليهم، وشرف كبير أن أعود للمنتخب عبر بوابة ودعوة مدرب عالمي وكبير من طينة هنري ميشيل، وهو ما يزكي ويبرر اختياري في السابق في عهد فاخر، على أنه لم يكن ينطوي على أي مجاملة، هذا هو شعوري وتفسيري للحالة·


المنتخب: كلاعب دولي معني بحمل ألوان الفريق الوطني، ولو أنك لست مؤهلا لتقيم اختيار أي مدرب من زوايا وأبعاد أخرى غير تلك التي نود أن نسألك بخصوصها، وهي هل كان ميشيل اختيارا موفقا برأيك؟

- هشام أبو شروان: بطبيعة الحال، ما كان الوضع يحتمل تضييعا إضافيا للوقت بعد الإنفصال عن امحمد فاخر الذي قدم المطلوب منه، والمطلوب لم يكن ليكون أكبر من التأهيل لكأس إفريقيا، لذلك بعد إختمار فكرة الطلاق أعتقد أن هنري ميشيل كان اختيارا صائبا وموفقا، ولست مؤهلا كما قلت لاستعراض البطاقة التقنية للرجل، فهو في غنى عن تقديمها، فقط أنا متفائل بقدومه وأعتقد أنه سينجح إن شاء الله·


المنتخب: برأيك، هل يملك الفريق الوطني في ظل الأسماء الحالية مواصفات المنتخب الذي بإمكانه تحقيق طموحات الجماهير المغربية خلال كأس إفريقيا القادمة بغانا 2008؟

- هشام أبو شروان: للأسف أن نتائجنا لا تترجم حجم طموحنا كلاعبين، كنت فردا من أفراد المجموعة التي وقعت على المونديال الإفريقي الأخير في صورته الكارثية، لكن في إعتقادي الشخصي لنا من الآليات ما يؤهلنا لنؤكد حضورا كبيرا والذهاب بصيغة المرشح للفوز والظفر باللقب، لأن لنا من اللاعبين ما يتوفر على مقومات بمواصفات عالمية·


المنتخب: هل تعتقد أن حضورك بدوري عربي كفيل بجعلك تطمئن لمستقبلك مع الأسود مع هنري ميشيل؟

- هشام أبو شروان: هو دوري إحترافي في مقام أول، دوري لا يقل شأنا عن الدوريات الإحترافية ذات المواصفات العالية الجودة، كما أني لا ألعب في فريق نكرة، بل في صفوف واحد من أكبر القوى الكروية بتونس، وسأحاول أن أظل دائما في الصورة والواجهة لكسب رسميتي ومكانتي مع الأسود·


المنتخب: لم تعز وترجع سبب التخلف الذي تعيشه الكرة المغربية، أو لنقل بتعبير أرحم تأخرها؟

- هشام أبو شروان: للمسيرين وهذه حقيقة مطلقة لا تقبل كثيرا من التأويلات، ليأتوا هنا لتونس ويأخذوا دروسا في التسيير والتدبير ويستلهموا التجارب، أعتقد هنا يكمن الخلل بالمغرب، وهو الذي ترتبط به كل حلقات التخلف الأخرى·


المنتخب: لو أقررنا بعودتك للمغرب، هل ستلعب لفريق آخر غير الرجاء كالمغرب التطواني مثلا الذي قيل أنه يرغب في خدماتك؟

- هشام أبو شروان: لو افترضنا جدلا بهذه الفرضية فإني أقولها ودون تفكير لن ألعب لغير الرجاء، وأستغل الفرصة لأقول أنه لا أحد من المغرب التطواني كلمني، وحملي لقميص آخر بالمغرب بغير الألوان الخضراء هو ضرب من المستحيل·


المنتخب: ما هو تعليقك على حادث "حريك" رفيقا الأمس ياجور وسعد فتاح في سويسرا؟

- هشام أبو شروان: إنها خطوة رعناء غير متوقعة بتاتا من لاعبين دوليين لم يكن ينقصهما أي شيء، أعتقد أنها طيش الشباب والتهور، والرجاء لا يستحق مثل هذه السلوكيات التي تسيء له كفريق كبير كما أساءت لنا كمغاربة، تصور أنهم هنا سألوني عن الحادث ولم أجد من تفسير أبرر به الفعلة غير قولي أنهما غرر بهما من طرف وسطاء جشعين·


المنتخب: في رسالة مفتوحة لجمهورك هنا بالمغرب، ما الذي تود قوله؟ وماذا تعني لك العونات؟

- هشام أبو شروان: العونات أولا هي القلب، الروح والأصل والمنطلق، وهي العشق الأبدي، أما رسالتي فهي لجمهور الرجاء بأن يساند فريقه الرائع حتى نهاية البطولة، لأن الرجاء عائدة لزمن السطوة حسب ما وصلني من أخبار، والجمهور المغربي أقول له نحتاج لدعمه ولثقته، لأننا معا نستحق ذلك وسنكافؤه بغانا إن شاء الله·